سورة العنكبوت - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


قوله تعالى: {اتْلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} يعني القرآن وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتلو ما أنزل منه على أمته.
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: أنه القرآن، قاله ابن عمر.
الثاني: أنه الصلاة المفروضة. قاله ابن عباس.
الثالث: أن الصلاة هنا هي الدعاء ومعناه قم بالدعاء إلى أمر الله، قاله ابن بحر.
{إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ} الفحشاء الزنى والمنكر الشرك، قاله ابن عباس.
ثم فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ما دام فيها، قاله الكلبي وابن زيد وحماد بن أبي سليمان.
الثاني: تنهى عن الفحشاء والمنكر قبلها وبعدها روى طاووس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن لَّمْ تَنْهَهُ صَلاَتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمنكَرِ لَمْ يَزْدَدْ بِهَا مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْداً»
الثالث: إن ما تدعوهم إليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قاله ابن زيد.
{وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} فيه سبعة تأويلات
أحدها: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، قاله ابن عباس.
الثاني: ولذكر الله أفضل من كل شيء، قاله سلمان.
الثالث: ولذكر الله في الصلاة التي أنت فيها أكبر مما نهتك عنه الصلاة من الفحشاء والمنكر، قاله عبد الله بن عون.
الرابع: ولذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة، قاله أبو مالك.
الخامس: ولذكر الله أكبر من أن تحويه أفهامكم وعقولكم.
السادس: أكبر من قيامكم بطاعته.
السابع: أكبر من أن يبقي على صاحبه عقاب الفحشاء والمنكر.


قوله تعالى: {وَلاَ تُجَادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلأَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أن {الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} قول لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
الثاني: الكف عنهم عند بذل الجزية منهم وقتالهم إن أبوا، قاله مجاهد.
الثالث: أنهم إن قالوا شراً فقولوا لهم خيراً، رواه ابن أبي نجيح.
ويحتمل تأويلاً رابعاً: وهو أن يحتج لشريعة الإٍسلام ولا يذم ما تقدمها من الشرائع.
{إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمُ} فيه أربعة أقاويل
أحدها: أنهم أهل الحرب، قاله مجاهد.
الثاني: من منع الجزية منهم، رواه خصيف.
الثالث: ظلموا بالإقامة على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم، قاله ابن زيد.
الرابع: ظلموا في جدالهم فأغلظوا لهم، قاله ابن عيسى.
واختلف في نسخ ذلك على قولين:
أحدهما: أنها منسوخة؛ قاله قتادة.
الثاني: أنها ثابتة.
{وَقُولُواْ ءَآمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلِيْكُمْ} الآية، فروى سلمة عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرأُون التوراة بالعبرانية فيفسرونها بالعربية لأهل الإٍسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُصَدِّقُواْ أَهْلَ الكِتابِ وَلاَ تُكَذِّبُوهُم {وَقُولُواْ ءَامَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ} إلى قوله {مُسْلِمُونَ}» أي مخلصون وفيه قولان:
أحدهما: أنه يقوله لأهل الكتاب، قاله مجاهد.
الثاني: يقوله لمن آمن، قاله السدي.


قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} فيه قولان
أحدهما: معناه {وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن} قبل القرآن كتاباً من كتب الله المنزلة ولا تخطه أي تكتبه بيمينك فتعلم ما أنزل الله فيه حتى يشكوا في إخبارك عنه إنه من وحي الله سبحانه إليك وهو معنى قول يحيى بن سلام.
الثاني: أنه كان أهل الكتاب يجدونه في كتبهم أن محمداً لا يخط بيمينه ولا يقرأ كتاباً فنزل ذلك فيهم ليدلهم على صحة نبوته، وهو معنى قول مجاهد.
{إِذَاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} فيهم ثلاثة أقاويل
أحدها: أنهم مشركو قريش، قاله مجاهد.
الثاني: مشركو العرب أن يقولوا لو كان يقرأ قد تعلمه من غيره، قاله قتادة.
الثالث: أنهم المكذبون من اليهود، قاله السدي.
قوله تعالى: {بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ} فيه قولان:
أحدهما: أنه النبي صلى الله عليه وسلم في كونه أمياً لا يكتب ولا يقرأ {ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ} من أهل الكتاب لأنه منعوت في كتبهم بهذه الصفة، قاله الضحاك.
الثاني: أنه القرآن {ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ} وهم النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به، قاله الحسن.
قال الحسن: أعطيت هذه الأمة الحفظ وكان من قبلها لا يقرأُون كتابهم إلا نظراً فإذا طبقوه لم يحفظوا ما فيه إلا النبيين.
وقال كعب في صفة هذه الأمة: إنهم حلماء علماء كأنهم في الفقه أنبياء.
{وَمَا يَجْحَدُ بِئَايَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ} قال ابن عباس: المشركون

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6